لم تمت بلقيس من لدغة العقرب بعد

مُجتمعٌ أبيض, يُغنِي أُغنيةَ السلام وجميعُ فئاتِه ترقُصُ الرقصةَ المُقدسَـة مـع الـعـاداتِ والـتـقاليد.

[center]فعادُتنا القبلية وتقاليدنا العُرفية تطغَى بلونِ الهيمنة على فِكرِ الفَرد فـي شـتـى المجالات الحيـاتـيـة
حتى على مفهومِنا للعقيدة الإسلامية فلديكَ مثلاً حينَ تُخاطِب أيَّ فردٍ مِـن فـئـةِ الـذكـور بالمجتمعِ
السعودي تسأله لماذا لا يهينُ الذكر بمجتمعنا شارِبه كما وردَ أمرُ المُصطفى عليهِ الصلاةُ والسلام
في الحديثِ الشريف سيجيبُك بانفعالٍ جوهري " اِسكت يا ولد و أيشلـون نهـيـن دلـيـلَ الـرجولة "
و كأنما الرجُلُ هو مَن يُربي فوقَ فمِه زعانِفَ سوداء وأنَّ مَنْ يتَّبع أمــرَ الـمُصطفى علـيـهِ الصلاةُ
والسلام يُعتَبَر فرداً مُخالِفاً في المُجتَمَع و يؤخذ على أنهُ من أتباع الفِكر التغريبي و مؤيدي الحداثة
المُخالِفة للشريعة الإسلامية.



فبمجتمعٍ تسودُ هذهِ الأفكار في الغالبية العُظمى مِنه وأقصِدُ هُنا الأفكار التقديسية للعاداتِ والتقاليد
لا نرى للمرأةِ مساحةً خضراء تتنفسُ فيها و تُمارِسُ شأنَها الإنساني فللآن ما زلنا نطوِّق المرأة
بعباءةِ الخوفِ عليها وتكريمِها بأن تظل مزجورةً في منزلها وتعمل على تربيةِ الأطفال ولا نُعطيها
الحق في الولوجِ إلى المنظومة الثقافية بشتى صورها سواءً أكانت اجتماعية, اقتصادية أو علمية بحتة
فنادراً ما نَجِد منصباً قيادياً تترأسه امرأة بل دائِماً تكونُ صورتها الفعالة صورةً محدودة وتقتصِرُ على
الأدوار التقليدية التي لا تُساهِم بشكلٍ فعال في نتاج المُجتمَع بجميع أشكاله, على سبيلِ المِثال أضعفَ
الإيمان لا يوجد فريقَ كُرة قدَم نسائِي رسمي و إِن قُلنا أنَّ كرة القدم هي رياضة ترتبطُ بالرجل بشكلٍ
أكثر مِن المرأة فنسأل ما هو وضع الرياضة بالنسبة للمرأة في المُجتمع.



المرأة أو كما أرى دائِماً أن أرمز لها ببلقيس منهوكةً حريتُها بسببِ العقربِ الأسود (العادات والتقاليد),
لدى يجِب علينا أن ننظُر في أمرِ هذهِ العادات والتقاليد وننظُر في أمر تغيرِها وتجديدِها كي تتناسَب مع
ما يجري حالياً في عالمِنا, فليسَ مِن المعقول أن يبقى دور المرأة السعودية دوراً محدوداً و مُحاصراً
بمجرد إشغالها في أدوار تقليدية دونَ السماح لها بأن تتبوأ في جميعِ الأدوار المهنية بالمجتمع والأدوار
الثقافية التي تُعطيها مدارِك فكرية أوسع وتستطيعُ بذلِك أن تُساهِم في بناء المُجتمع والرُقي بيه, و لا ننسى
أنَّ المرأة بلقيس كانَت في يومٍ مِن الأيام ملِكةً على سبأ وذُكِرَ في التاريخ كيفَ كانت عقليتُها وحكمتها و
فطنتها أثناء تعاملها مع نبي الله سليمان عليهِ السلام, فلا يصِحُ على أيِّ عاقِل بأن يظلِم عقليةَ المرأة وأن
يتهمها بالنقص و محدوديةِ الفِكر, وأنا أؤمِنُ بأنَّ في مُجتمعِنا لَم تمُت بلقيسٌ مِن لدغةِ العقربِ الأسود بعد.